Saturday, April 23, 2011

صفحة اخرى من مذكراتي


اليوم هو 8\7\2005 ، وفي هذا اليوم وصلت في زيارة إلى بلدي الحبيب فلسطين ، لم أرى بلدي منذ آخر زيارة لي قبل خمسة سنوات ، يا إلهي كم اشتقت إلى هذه الأرض الطيبة ، كم اشتقت إلى هذه النسمات العليلة طيبة الرائحة المعبئة بعبير الزعتر والمرمية الطيبة المزروعة في أنحاء وزوايا الشوارع ، منذ وصلت إلى منزل جدتي ودخلت أنا وعائلتي وقبلنا يدها لا أستطيع أن أصف فرحتي أو أصف تعابير وجهها ، تعابير مختلطة ومشاعر متضاربة بين الفرح والدهشة فهي لم تكن تعلم بمجيئنا أبدا ، وقد كنا قد اتفقنا على جعلها مفاجأة للجميع، ومنذ عرف أهل الحارة من أقربائنا بمجيئنا بدأ الجميع بالتوافد علينا منذ الساعات الاولى لوصولنا فكان أول من وصل خالي الكبير والأصغر منه حتى اكتملوا خمسة ، ثم أتت عمة والدي ، كل هذا الحشد في ساعتين فقط .
 ولأنني كنت تعبة جدا من السفر الطويل المتعب الذي استمر ثلاثة ساعات بالطائرة وأربعة ساعات تقريبا من مطار القاهرة حتى معبر رفح ويوم كامل من المبيت على معبر رفح وكل هذا الوقت من دون أن يغمض لي جفن ابدا ً فقد نمت في بيت جدتي أنا وأختي نحو الخمسة ساعات وعندما استيقظت كانت جميع خالتي قد وصلن للترحيب بنا طبعا في نفس اليوم تطبيقاً للعادات الفلسطينية الاصيلة ، لا استطيع أن اصف شعوري في هذا الوقت ، فأنا سعيدة برؤية خالاتي ولكن المشكلة أن بناتهن قد كبرن كثيراً عن الصورة التي بقيت في مخيلتي منذ خمسة سنوات ، ولكنها لم تكن مشكلة البتة فتلقائياً بدأنا بالتعارف من جديد وكأننا نرى بعضنا البعض لأول مرة بالتأكيد ، فأي شيء يمكن أن تتذكره طفلة عمرها 6 سنوات بأية حال ؟.!! ، العمر الذي كنت وإياهن فيه عندما زرتهما اخر مرة ، ولكن الحمد لله لم يكن تعارفاً صعبا ً فكلنا نشترك بنفس الصفات ( كثرة الكلام و العِشرية و سرعة التأقلم ) .
طبعا لا يرحل الضيف حسب العادات الفلسطينية الأصيلة بدون عشاء فقامت زوجات أخوالي باعداد عشاء فلسطيني اصيل مكون من الفول والحمص والفلافل والبطاطا المقلية والبندورة المقلية .
لم تكن هذه نهاية اليوم فاليوم استمر حتى ساعات الصباح الأولى حيث قضيته أنا ووالداي وإخوتي وأخوالي في منزل جدتي نتذكر الماضي ونتبادل النكات وغيرها حتى لا أعلم متى غططت في نوم عميق وانا أركز رأسي على حجر والدتي .

No comments:

Post a Comment