Saturday, March 26, 2011

صفحة من مذكراتي


بسم الله الرحمن الرحيم

لان من اهم ما اريد تحقيقه من هذه المدونة هو تحقيق التنوع والكتابة عن الاشياء التي تهمني ، احببت ان اشارككم بهذه الصفحة من مذكراتي .....



في يوم الاربعاء الموافق ‏7‏/4‏/2010 حضرت محاضرة بعنوان تجربتي مع التوحد القاها احد اولياء الامور الذي لديه طفلة تعاني من هذا المرض وهو السيد احمد الانصاري ، في الحقيقة ان كل ما لفت نظري في هذه المحاضرة التي القاها السيد احمد الانصاري – وهو شخص عادي وليس طبيب او متخصص في علاج هذا المرض – مدى ثقافته واضطلاعه بشأن المرض الذي تعاني منه ابنته ، حيث انه يعرف الاسم العلمي لمرض ابنته وهو الامر الذي لا يفعله كثير من اولياء الامور الذين حتى لا يعرفون اسم المرض باللغة العربية اصلا ويكتفون بقول " اصاب ابنتي مرض يجعلها تفعل كذا ويسبب لها كذا " وهذا الامر فعلا يشكل معضلة في مجتمعاتنا العربية – كما ذكر الكثير من الاطباء العرب – على عكس المجتمعات الغربية التي تهتم بتعريف اولياء الامور بأسماء الامراض التي تصيب اطفالهم ومسبباتها ولا تكتفي فقط بوصف العلاج للطفل واهله وصرفه الا بيته ، اما الشيء الاخر الذي اعجبني اكثر في شخصية السيد احمد الانصاري انه لم يستسلم عندما اخبره الاطباء ان مرض التوحد المصابة به ابنته لا يوجد له علاج  بل كما اوضح لنا في محاضرته انه سعى في كل الاتجاهات وفي الكثير من البلدان وبحث على شبكة الانترنت وفي المواقع العالمية ليجد اي علاج يساعد ابنته او حتى يخفف الاعراض التي تشعربها وتجعلها تندمج مع المجتمع المحيط بها فجرب عدة ادوية منها ما فشل ومنها ما نجح ، ولم يكتفي بهذا القدر من الاهتمام الذي يوليه لابنته بل انه زود نفسه بجميع المعلومات المتعلقة بمرض التوحد والمرحلة التي وصلت اليها ابنته فاطمة وتواصل مع اطبائها ومدربيها في مركز الشفلح واقام معهم علاقات طيبة وحضر جماعات المساندة النفسية للاهالي الذين يشاركونه وجود افراد بينهم يعانون نفس هذا المرض الذي تعاني منه ابنته ولازال يحاول بشتى الوسائل الحفاظ مستوى حياة افضل لابنته وحمايتها من الاخطار التي ممكن ان تتعرض لها كمريضة عقلية .
الحقيقة ان السيد احمد الانصاري يمثل مثال نادر لأولياء الامور المهتمين الذين يكرسون حياتهم لاطفالهم مهما كانوا سواء اصحاء او مرضى وهذا الامر جعلني اشعر بالسعادة لهذه الطفلة واتمنى ان يتعلم جميع الاباء من هذا النموذج الطيب للاب المثقف الواعي الذي يبذل قصارى جهده للعناية باطفاله ولا يرمي بهذه المسؤولية وراء ظهره او يكتفي بتوكيلها للام وحدها .

No comments:

Post a Comment